لم تعد المخدرات أزمة فردية، بل أصبحت تهديدًا مباشرًا يؤثر في أمن المجتمع واستقرار الأسرة. يرتبط انتشار هذه الآفة بارتفاع معدلات الجريمة والطلاق، فضلاً عن ظهور انحرافات جديدة تُفكك البنية الاجتماعية بصمت. السؤال المطروح هو: هل المدمن في الحقيقة يُعتبر منحرفًا؟
نادرًا ما نفكر في كيفية وصول الأشخاص إلى مرحلة الإدمان. غالبًا ما يقع الإنسان فريسة لظروف وتجارب تبدو بسيطة، ليجد نفسه محاصرًا في دائرة مفرغة. العديد من حالات الإدمان تبدأ بتجارب عابرة، أو ضغوط نفسية، أو فراغ، أو رفقة سيئة، ثم تتحول تلك الظروف بسرعة إلى اعتماد قهري يُفقد الشخص السيطرة على حياته. في هذه الحالة، يصبح المدمن ضحية قبل أن يُدان.
خطر الإنكار
يمثل الإنكار الخطر الحقيقي في مواجهة هذه الأزمة. فالتجاهل يقود إلى مشكلات أكبر، وغالبًا ما يكون التعامل مع الإدمان سطحيًا، حيث نلاحق النتائج ونترك الأسباب. إن الحلول المؤقتة ليست إلا "مسكنات" تفقد مفعولها بمرور الوقت.
خطة متكاملة لمواجهة الإدمان
لمواجهة الإدمان بفاعلية، يجب اعتماد خطة متكاملة تشمل:
تجفيف المنابع وملاحقة شبكات الترويج بجدية، مع السؤال الضروري بعد كل ضبط: من وراء هذا التوسع؟
توعية عملية لا تعتمد على الشعارات، بل تهدف إلى تثقيف الأسر حول كيفية حماية أبنائها وكيفية اكتشاف العلامات المبكرة دون عنف أو فضيحة.
علاج متاح وآمن وسري، لأن وصمة المجتمع قد تدفع الأسر لإخفاء المشكلة بدلاً من حلها.
الختام
إن الإدمان لا يُهزم بقرار عابر، بل يتطلب منظومة كاملة من الجهود والسعي نحو التوعية والعلاج. لذا، فإن الاعتراف بالمشكلة هو الخطوة الأولى والوحيدة الممكنة نحو الحل.

