الإعلامية إيمي المشد تكتب: بنات السوشيال ميديا بين الفضائح وغياب الردع



لم يعد المشهد على منصات التواصل الاجتماعي مجرد فضاء للتعبير أو مشاركة لحظات يومية، بل تحوّل – للأسف – إلى ساحة صاخبة تغيب فيها القيم وتُعرض فيها الأعراض كأنها بضاعة رخيصة. فئة من "بنات السوشيال ميديا" لم تجد لنفسها مكانًا إلا في استغلال الجسد وإثارة الجدل وصناعة الفضائح. عشقن الضوء السهل، والانتشار الرخيص، فاستبدلن الحياء بالجرأة المبتذلة، والسمعة بالشُهرة المؤقتة.

 

الأخطر أن الظاهرة تجاوزت حدود الاستعراض المكشوف إلى الدخول في علاقات مشبوهة مع رجال أعمال وميسورين، حيث تُمارس "المساومة" في أوضح صورها: مضاجعة مقابل المال، أو ابتزاز مقابل النفوذ. تلك العلاقات تُدار تحت ستار "السوشيال ميديا"، لكنها في حقيقتها لا تختلف كثيرًا عن تجارة الليل، سوى في اختلاف الوسيلة: الأولى تُدار في الشارع، والثانية تُدار خلف الكاميرا والهاتف الذكي.

 

المجتمع أمام أزمة أخلاقية حقيقية، حين تُعرض الأجساد بلا حياء، وتُمارس أساليب الضغط والابتزاز على "الزوايا الضعيفة" من رجال أو حتى نساء، عبر تهديدات وصور وفيديوهات. الأخلاق باتت تُنتهك علنًا، والقيم تُداس تحت أقدام "الترند"، وأصبحنا في ساحة مفتوحة من اللا-مبادئ.

 

خطورة تسويق الانحلال كحرية شخصية

 

المشكلة الأكبر أن جزءًا من الرأي العام صار يتعامل مع هذه الجرائم باعتبارها "تشهيرًا" فقط، وكأن تصوير جريمة أو فضيحة هو فعل بطولي لكشف الحقيقة. بينما في الواقع، هذه التصرفات تدمّر السمعة وتشوّه البيوت وتُخرج الخلافات الشخصية إلى العلن بصورة بشعة. الخط الفاصل بين "التوثيق" و"التشهير" غاب تمامًا، وأصبحت الضحية في كثير من الأحيان عاجزة عن اتخاذ إجراءات قانونية بسبب التعقيدات أو الخوف من الفضيحة.

 

ضرورة الردع بالقانون

 

لم يعد الصمت كافيًا، ولم يعد مقبولًا أن نترك هذه الفوضى تفتك بالمجتمع. لابد من تشريع واضح وصارم يجرّم:

 

1. استغلال منصات التواصل في عرض الجسد أو الإيحاءات الجنسية.

 

 

2. التشهير بالآخرين تحت أي دعوى أو مبرر.

 

 

3. الابتزاز والمساومة باستخدام الصور والفيديوهات.

 

 

 

المجتمع بحاجة إلى محاكمات علنية ورادعة، كي يدرك الجميع أن الفضاء الإلكتروني ليس "مستباحًا"، وأن الحرية ليست على حساب القيم والسمعة.

 

الخلاصة

 

ما يحدث اليوم على السوشيال ميديا ليس حرية تعبير، بل انحلال مقنّع بشعارات زائفة. هو تدمير ممنهج للأخلاق العامة وتطبيع مع الرذيلة. وإذا لم يكن هناك قانون رادع، فإننا سنصحو على مجتمع بلا ضوابط، حيث يسقط الشرف في بحر من "الترندات" الرخيصة.

تعليقات